يتمتع العديد من الرؤساء التنفيذيين المقيمين في الشرق الأوسط بسلطات واسعة، ويحملون على عاتقهم مسؤوليات تتجاوز نظراءهم في مناطق أخرى، حيث يرأسون شركات كبرى مؤثرة في العالم العربي ورائدة على مستوى العالم. ويرجع ذلك جزئياً إلى استثمار دول مجلس التعاون الخليجي ثرواتها السيادية في الشركات المحلية الكبرى.
كما تملك حكومات المنطقة أكبر البنوك وشركات الاتصالات والصناعة والنفط والغاز والتعدين وشركات الضيافة، مما يجعل دور الرئيس التنفيذي أكثر تحديًا. وبالإضافة إلى إدارة الأعمال لتحقيق الأرباح، يحتاج الرئيس التنفيذي أيضًا إلى التركيز على تحقيق رؤية الحكومة في الدولة التي يعمل فيها، لا سيما أن العديد من هؤلاء القادة يرأسون أيضًا هيئات حكومية، بل إن بعضهم وزراء أو ينتمون إلى مجالس وزارية.
في عام 2023، ركز أقوى الرؤساء التنفيذيين في المنطقة على الاستدامة والدمج والنمو. واستثمرت السعودية، على وجه الخصوص، في مختلف القطاعات لتنويع اقتصادها. فأدّى التسارع في عمليات التحول لدى الشركات إلى تعزيز هذه الاقتصادات، كما أدى دمج الشركات الحكومية إلى ظهور شركات أكبر. فضلًا عن عدد الاكتتابات العامة الأولية الكبيرة التي شهدتها المنطقة، مما رفع من قيمة هذه الشركات. كذلك أسهمت الأحداث والمؤتمرات العالمية في زيادة أرباح الشركات، مثل بطولة كأس العالم (FIFA) قطر 2022، والمؤتمر الـ28 للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) في دبي.
تضم قائمتنا السنوية “أقوى الرؤساء التنفيذيين في الشرق الأوسط 2023” بنسختها الثالثة، 100 قائد أعمال من 22 جنسية مختلفة. يهيمن فيها الإماراتيون بـ23 رئيسًا تنفيذيًا، يليهم المصريون بـ19 قياديًا، ثم السعوديون بـ 18 رئيسًا تنفيذيًا. وهذا يعد علامة إيجابية على التوطين، حيث يرأس معظم الشركات الكبرى رؤساء تنفيذيون محليون. في حين يتصدر قطاع البنوك القائمة بنحو 17 شركة، يليه قطاع العقارات والإنشاءات بـ 14 شركة، والاتصالات بـ9 شركات.
ومن بين الرؤساء التنفيذيين المدرجين في قائمة العام، رئيس أكبر شركة نفط في العالم، ورئيس إحدى أكبر شركات الغاز الطبيعي المسال في العالم، ورئيس أكثر المطارات الدولية ازدحامًا في العالم، ورئيس إحدى أكبر شركات الطيران الدولية. كما تمكن 100 رئيس تنفيذي من تحقيق إيرادات مجمّعة تجاوزت تريليون دولار في عام 2022، وبلغت قيمة الشركات كلها أكثر من 5 تريليون دولار.