اكتسبت الجهود الجماعية لمواجهة تغير المناخ في الشرق الأوسط، زخمًا كبيرًا بعد مؤتمر الأطراف (COP28) حيث أصبحت الاستدامة أولوية ملحة لدى القادة الإقليميين والشركات والمجتمعات المحلية. ويعكس هذا الالتزام المتنامي بالعمل المناخي تحولًا أعمق نحو التصدي للتحديات البيئية، من خلال تحمل المسؤولية الجماعية، وتعزيز التعاون الإقليمي. ووفقًا لتقرير صادر عن (PwC) في عام 2024، وضعت 80% من الشركات في الشرق الأوسط الاستدامة في صلب استراتيجياتها وعملياتها.

في القطاع المصرفي، قدم بنك أبوظبي الأول تسهيلات مالية بقيمة 21.2 مليار دولار، لمشاريع التمويل المستدام والانتقالي خلال النصف الأول من عام 2024. وفي عام 2023، قدّمت مجموعة (QNB) قروضًا خضراء بقيمة 3.5 مليار دولار، كما تولت دور المنسق الرئيسي في إصدار أول سندات خضراء لدولة قطر بقيمة 2.5 مليار دولار في مايو/ أيار 2024. من جهته، سهّل بنك الإمارات دبي الوطني معاملات خضراء واجتماعية مرتبطة بمشاريع مستدامة، تجاوزت قيمتها 20.4 مليار دولار منذ عام 2021. بينما يخطط المشرق لتوفير تمويلات مستدامة بقيمة 30 مليار دولار بحلول عام 2030، كذلك يهدف البنك السعودي الأول إلى رفع تمويلاته واستثماراته المستدامة لـ9 مليارات دولار بحلول عام 2025.

أما على صعيد قطاع الطاقة المتجددة، فقد وقع صندوق الاستثمارات العامة السعودي في يوليو/ تموز 2024، ثلاثة مشاريع مشتركة لتوطين صناعة الطاقة المتجددة. كما تواصل شركة أكوا باور تطوير 70% من مشاريع الطاقة المتجددة في السعودية، ضمن إطار برنامج الطاقة المتجددة التابع للصندوق.

وتخطط شركة مياه وكهرباء الإمارات في أبوظبي لتأمين 60% من إجمالي الطلب على الطاقة في الإمارة، من مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة بحلول عام 2035. وفي مارس/ آذار 2024، استحوذت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر) على حصة قدرها 50% في شركة (Terra-Gen) الأميركية المتخصصة في إنتاج الطاقة المتجددة.

تضم قائمتنا لقادة الاستدامة في الشرق الأوسط بنسختها الثانية 107 قادة يعملون في 105 شركات ضمن 12 قطاعًا مختلفًا، تسهم جميعها في تحقيق أجندة الاستدامة للمنطقة. ويقود قادة القائمة 54 شركة في الإمارات، تليها السعودية بـ20 شركة، ومصر بـ 10شركات، ثم قطر بـ8، والبحرين والكويت بـ5 لكل منهما، و عُمان بـ3.