ألقت جائحة كورونا بظلالها على صافي ثروات أصحاب المليارات في العالم، فبعد أن أحكم الفيروس المستجد قبضته على دول أوروبا وأمريكا، اندفعت أسواق الأسهم في موجة هبوطٍ عنيفة، لتنكمش إثر ذلك الكثير من الثروات. وفي 18 مارس/ آذار الماضي، عندما قامت فوربس بإعداد قائمة الأثرياء لعام 2020، بلغ عدد الأثرياء 2095 ثريًا، وهو أقل بواقع 58 مليارديرًا مقارنة بالعام الماضي، ولم تتمكن فوربس من إدراج 226 مليارديرًا آخرين انخفضت ثرواتهم قبل 12 يومًا فقط من إعداد القائمة، وكانوا قد ظهروا خلال إعداد الحسابات الأوَّلية للثروات. وتراجعت قيمة ثروات 51% من أثرياء العالم المدرجين في قائمة العام الجاري بواقع 700 مليار دولار، لتنخفض إلى 8 تريليونات دولار مقارنة بعام 2019.
وتأثر أثرياء العرب أيضًا كغيرهم من الأثرياء بالضربة التي تلقاها الاقتصاد العالمي، حيث تقلص عددهم إلى 21 مليارديرًا، مقابل 24 مليارديرًا في قائمة العام الماضي، وخرج 3 أثرياء من القائمة، وتوفي أحدهم، بينما عاد مليارديرٌ آخر إلى القائمة. وتآكلت ثروات الأثرياء العرب بنسبة 19.4% لتتراجع من 58.7 مليار دولار في 2019 إلى 47.3 مليار دولار في 2020، لتفقد نحو 11.4 مليار دولار من قيمتها، وهو ما يفوق مجموع ثروتي أغنى شخصين في العالم العربي.
وتصدر الملياردير المصري ناصف ساويرس قائمة أصحاب المليارات العرب مجددًا بصافي ثروةٍ بلغت قيمتها 5 مليارات دولار مقابل 6.4 مليار دولار في 2019، بنسبة تراجع بلغت 21.9%. بينما جاء محمد منصور في صدارة الرابحين لهذا العام بعد أن أضاف مليار دولار لثروته، لترتفع إلى 3.3 مليار دولار مقابل 2.3 مليار دولار قبل عام، بزيادةٍ تصل إلى 43.3% ليصبح رابع أغنى ملياردير عربي.
وانكمشت ثروة ماجد الفطيم والعائلة بواقع 1.8 مليار دولار، أي أنها خسرت 35% من قيمتها، بعد أن سجلت شركته العملاقة في مجال التجزئة خسائر في 2019. كما سجل حسين سجواني أكبر خسارة بين الأثرياء العرب لهذا العام، حيث تراجعت ثروته بنسبة 41% على خلفية حالة الضعف التي لحقت بالسوق العقاري.
ولم تضم فوربس الأثرياء السعوديين للعام الثالث على التوالي، ما منح المصريين واللبنانيين أعلى نسبة تمثيلٍ في قائمة 2020. فيما تراجع عدد أثرياء الإمارات إلى 4 مقابل 7 في 2019.
واحتفظ جيف بيزوس بموقعه كأغنى أثرياء العالم للعام الثالث على التوالي، رغم حصول زوجته السابقة ماكينزي بيزوس على حصة من أسهمه في أمازون بقيمة 36 مليار دولار في تسوية الطلاق الصيف الماضي. وبلغت ثروته 113 مليار دولار، بدعم من ارتفاع أسهم أمازون بنسبة 15% منذ بداية 2019. وقد استحوذت شركة التجارة الإلكترونية العملاقة على الأضواء وسط انتشار جائحة كورونا، ويعكف موظفوها الذين يعملون بدوامٍ جزئي وكلي وعددهم 100 ألف شخص على تلبية الطلب المتزايد للمستهلكين وسط تطبيق سياسات الحجر المنزلي والاعتماد بشكل أساسي على التسوق الإلكتروني.
فيما حافظ بيل غيتس أيضًا على لقب ثاني أغنى أثرياء العالم بعد بيزوس، يليه عملاق السلع الفاخرة بيرنار أرنو الذي أزاح وارن بافيت لأول مرة ليستحوذ على المركز الثالث في قائمة 2020.
وجاءت وريثة ثروة وول مارت، أليس والتون في صدارة السيدات الثريات، وحلت في المرتبة التاسعة بالقائمة بثروةٍ قدرت بنحو 54.4 مليار دولار. وضمت القائمة 241 سيدة، منهن 7 سيدات يتشاركن ثرواتهن مع أزواجهن أو أشقائهن أو أبنائهن.
ويعد تشين ينجلين من أكبر الرابحين في قائمة العام الحالي، وجاء في المرتبة 43 بصافي ثروة تقدر بنحو 18.5 مليار دولار، وقفزت ثروته بواقع 14.2 مليار دولار منذ 2019، على خلفية تضاعف أسهم شركته (Muyuan Foods) المقيدة في بورصة شنتشن بنحو ثلاث مرات بعد أن قلل انتشار إنفلونزا الخنازير في إفريقيا من إمدادات الخنازير لترتفع أسعارها بشكلٍ كبير.
وخرج 276 مليارديرًا من القائمة بسبب تعثر الأعمال، ومن أبرزهم آدم نيومان الشريك المؤسس في (WeWork). ومع ذلك، ضمت فوربس 278 وافدًا جديدًا لقائمة هذا العام من 20 دولة، ومنهم إريك يوان، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة (Zoom Video Communications) الذي شهدت خدمات مكالمات الفيديو لشركته انتعاشة كبيرة بسبب عمل الكثيرين من المنزل. ولاتزال الولايات المتحدة هي صاحبة النصيب الأكبر من القائمة برصيد 614 ملياردير، تليها الصين العظمى برصيد 456 مليارديرًا.
No Data